المكتبة/سياسة/الإستشراق والوعى السالب
الإستشراق والوعى السالب
خيرى منصور
سياسة
مكتبة مدبولي
L.E. 30 : $ 5.08
   
مقدمة الكتاب:

نظر كثيرون من المثقفين العرب الاستشراق على أنه مقدمات للاستعمار في حين رأى بعض آخر أنه رديفاً له، بعد أن ربطوا بين الرحلات والغزوات. ففي الفترة الواقعة ما بين القرنين التاسع وعشر والعشرين، وعلى أثر موجة من الأحداث المترابطة نما لدى المثقفين العرب ما أطلق عليه المؤلف تسمية "الوعي بالاستشراق" الذي كان رديفاً لمشروع الهيمنة الغربية واهتمامها بالبلدان المكتشفة وحيث تبلور هذا الاهتمام في الرغبة بالتوسع والبحث عن مجالات حيوية، وتظهر كل ذلك في مؤسسات ذات محتوى إيديولوجي. ورغم أن مصطلح الاستشراق قد عرف في اللغة الإنكليزية في العام 1779، إلا أن ولادته الحقيقية قد تكرست في العام 1312 مع صدور قرار مجمع فينّا الكنسي الذي أفضى إلى تأسيس عدد من كراسي الأستاذية في العربية واليونانية والعبرية. وكان ما دفع العلماء بحسب المؤلف ليس الشهوة الفردية فقط، وقد كان الوعي السالب قد أخذ منحيين أولهما ما ترسخ في أذهان ورثة المستشرقين الأوائل من نتائج ومفاهيم حول الشرق والغرب والمسلمين بخاصة بحيث أصبح هؤلاء الورثة مؤسسون على نتائج هي بمثابات مسلمات. والثاني تمثل في استلام الشعوب المدروسة للنتائج إياها وإقامة مناهج وطرائق بحث في ضوئها. كما أن ردود أفعالنا -كما يبين المؤلف-تجاه المستشرقين ودراساتهم تتخطى التفاوت لتقع في التناقض أحياناً، إذ أننا كشرقيين وعرب نصدر في ردود أفعالنا عن مواقف إن لم تكن إيديولوجية فهي مشحونة بالإيديولوجية بشكل أو بآخر وأما ما يخص تاريخ الاستشراق الأمريكي، فهو يرى أنه جاء مستفيداً من سلبيات الاستشراق الغربي، حتى أنه جاء منسجماً مع إمبريالية حديثة العهد، كما كان هذا الاستشراق مرتبطاً إلى حد كبير بمؤسسات التبشير في أمريكا نفسها وقد جاء مرتبطاً بالعلم أكثر من ارتباطه بالإنسانيات.