نشأ جيلنا الذى ولد فى بداية الأربعينات على مشاعر اخاء وود لا حدود لها تجاه مصر فعلى مدى احتدام الحركة الوطنية منذ ثورة 1924 وإلى نيل السودان استقلاله فى عام 1956 كانت شعارات الصدام والمواجهة ضد الاستعمار تترجمها فكرة وحدة شعبى وادى النيل وذلك على تفاوت منطلقاتها السياسية. ولقد شهد جيلنا على مدى منعطفات التوتر بين سطتى البلدين سلوكا سياسياً راقياً عبر عنه الشعبان فى أكثر من صورة وأسلوب مما ساعد على تخطى الأزمات والعمل على امتصاص لحظات التوتر والانفعال السلطويين بما تقتضيه دواعى المسئولية والوعى التاريخيين وهو سلوك لا يجئ من فراغ إذ يمتد ليضرب بعيداً فى أعماق الزمن والمكان وتستعيده الأزمات من ذاكرة الشعبين ليمثل خبرة تهدف إلى بديل متاح دائماً هو ترسيخ مقومات الانسجام والاستقرار بديلاً للحظات التوتر السلوطية.