تعني هذه الدراسة بدراسة وتحليل مجلس التعاون لدول الخليج العربي الذي أنشئ في 25 مايو/أيار 1981، وذلك في سياق محاور تتوزع على ثلاثة أبواب وخاتمة والباب الأول تعرض في فصوله إلى تصورات القوتين العظميين واستراتيجياتهما تجاه المنطقة العربية وبشكل خاص منطقة الخليج التي سميت بمبادئ نكسون وكارتر وريغن، وربما ستظهر فيما بعد مبادئ بوش ورد مبدأ بريجنيف على هذه المبادئ كما بحثنا التصور العربي لأمن الخليج ومفهوم دول المجلس لأمن المنطقة نفسها. وقد عالج في هذا الباب نشأة المجلس ومبادئه واشتمل على فصلين: الفصل الأول: الأهداف المعلنة للمجلس، الفصل الثاني: الأهداف غير المعلنة. وفي الباب الثاني: الذي يشمل على ثلاثة فصول تم بحث العضوية والتنظيم وعلاقات المجلس بالغير -أي علاقته بالأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والسوق الأوروبية المشتركة. كما تم الإلماح إلى علاقاته بكل من مجلس التعاون العربي واتحاد دول المغرب العربي. أما الباب الثالث: فقد تناول تحليل سياسات المجلس وأنشطته حيث درس في فصله الأول: السياسة البترولية المشتركة ودور المجلس في سياسة الأسعار والإنتاج وتنسيق السياسات النفطية. وفي الفصل الثاني: التنسيق الزراعي والأمن الغذائي والتعاون بين دول المجلس. وفي الفصل الرابع الاتفاقيات الاقتصادية المبرمة في إطار المجلس حيث أبرز أهم الاتفاقيات وهي الاتفاقية الاقتصادية الموحدة ومؤسسة الخليج للاستثمار. سيلاحظ القارئ أن هذه الدراسة قد تتبعت مسيرة هذا المجلس منذ نشأته وحتى مؤتمر القمة الأخير -الثالث عشر- الذي عقد في أبو ظبي بتاريخ 21/12/1992 وإنها قد توصلت من خلال هذه المواكبة لعدة نتائج وتوقعات منها ما ورد في صلب الدراسة وبعضها الآخر جاء في الخاتمة.تتعرض هذه الدراسة لمفهوم النظام الأقليمي بشكل عام والنظام الأقليمي العربي، وموضوعها الأساسي "مجلس التعاون لدول الخليج العربي" أهدافه، سياسته، أنشطته... ثم تتطرق بشكل سريع أحياناً لبعض المنظمات الأقليمية العربية كجامعة الدول العربية والمنظمات العربية الأخرى تحت الأقليمية، وتقارن بينها وبين المنظمة موضوع الدراسة، كما أنها تبحث في سلبيات هذه المنظمة أو شبه المنظمة وحصرها على المنظمة القومية (الأم) الجامعة وعلى الوطن العربي ببيان هذه السلبيات عند مناقشة ميثاقها ودوافع أهداف إنشائها ومسألة العضوية فيها كما أنها تتعرض لبعض الأخطار التي تهدد الأمن القومي العربي العسكري-الاقتصادي والاجتماعي-على ضوء الصراعات الدائرة على الساحة العربية، وعلى ضوء المتغيرات التي استجدت بانتهاء الحرب الباردة وخاصة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي و"انتهاء الصراع الأمريكي السوفياتي". والأخطار المحدقة بمنطقة الخليج العربي على وجه الخصوص نتيجة لتداعيات حرب الخليج، وتطرح كذلك تصورات الأبعاد وعناصر وآليات حماية الأمن القومي العربي محددة ملامح أو نقاط البداية التي يتعين على الأنظمة العربية أن تنطلق منها للحفاظ على الأمن العربي من النظام العالمي الجديد المجهولة صورته والتحديات المستقبلية التي سيواجهها نتيجة الفراغ الموجود سواء قبل حرب العراق مع إيران أو بعد حرب الخليج.