يدور محور الكتاب حول فئة من الناس، وهي تلك الفئة التي تمتلك صنع القرار السياسي في أميركا. وهذا لا يشمل أولئك المفكرين والخبراء والذين جروا وراء المناصب وأصبحوا عناصر سياسية نشطة أمثال: وودرو، ويلسون، بول ودوجلاس،ودانيال... ولكن أولئك المفكرين أصحاب الميول الأدبية من الخبراء يعلمون داخل الحكومة أو على هامش يقدمون النصح والمشورة ويخدمون في مختلف المؤسسات الرسمية أمثال هنري كيسنجر، وبرجبينسكي، وهم من أشهر المتخصصين في السياسة الخارجية الأميركية، وأليس ريفيلين، وتشارلز تشلتز، وهوبرت ستين، ومايكل بوسكين، من الخبراء الاقتصاد وبين البارزين.إن المؤلف يتحدث عن مجموعة هلامية من الناس، ولكنها مؤثرة، يعمل هؤلاء الناس في الحكومة وتشكل أفكارهم أحياناً الاختيارات السياسية التي انتخبها هؤلاء الذين استقلوا خبراتهم الأكاديمية للحصول على نفوذ سياسي، والخط الثاني هو المجهود المستمد لرفع معرفة الخبراء التحليلية، الخدمة العامة عن طريق مجموعة الآليات التي تتبع المؤسسات، بما في ذلك لجان خاصة، ولجان استشارية تنفيذية ووكالات أبحاث حكومية. وهذا يتجلى من خلال الحكومة والمنظمات شبه الحكومية وذلك بتشكيلات لجان أبحاث هيربرت هوفر ومجلس المستشارين الاقتصاديين، مكتب الميزانية التابع للكونغرس والعديد غيرها، التي جاءت الخبراء عن طريق علامة (منظمة) مع صناع القرار السياسي وهؤلاء مندمجون في البرامج الحكومية التي تتحد وفق دراساتهم وتقاريرهم. هذا وإن تضخم وسائل الإعلام واسعة الانتشار في تأثيرها غالباً. ويتضمن بحث المؤلف هذا تاريخ خبراء السياسة ودورهم في الحياة الأميركية ثلاثة خطوط متداخلة، أو ثلاثة عناصر فاعلة، الأول منها الذي يبدأ في أواسط القرن التاسع عشر، والذي تجلى في خلف علم "اجتماعي" وتثبيته كمنهج للبحث ولأداة عملية التطوير الاجتماعي، ويخص المؤلف ذلك التمرس المحترف، وطرق الحياة، الخبراء المسؤولين عن قرارات السياسة.والخط الثالث، وهو الهدف الأساسي للبحث في هذا الكتاب هو تلك المؤسسات التي ظهرت للتخطيط والاستشارة الأميركية والمعروفة باسم خزانات الفكر وجماعات البحث الخاصة التي تعمل على هامش العمليات السياسية الرسمية للدولة، والتي تم وصفها بين العلم الاجتماعي الأكاديمي والتعليم العالي من ناحية والحكومة والسياسات الموالية من جهة أخرى، وهى تقدم خزانات الفكر تجسيداً لاستكشاف الدور المتغير لخبير السياسة في الحياة الأميركية.