تناولت الدراسة التي بين أيدينا بحث الجغرافيات كمحدد للسياسة الخارجية اليمنية للفترة من 1970 حتى 1990، وكان الهدف الرئيسي من وراء تلك المعالجة هو اكتشاف بعض الأبعاد الخاصة بالمعطيات الجغرافية لليمن الطبيعية والبشرية والاقتصادية وأثرها على السياسة الخارجية اليمنية. وقد استعانت الدراسة بالتحليل الجغرافي لتوضيح مدى التأثير المتبادل بين الجغرافية والسياسة الخارجية حيث تضمنت تحليلاً كلياً للسياسة اليمنية تجاه الصراعات في منطقة البحر الأحمر للتعرف على الإطار الكلي وهو الإطار الذي يستمد جذوره من التاريخ البعيد ومن الإدراك الجماعي لليمنيين من واقع التغيرات التي تجري في البيئة العربية المحيطة مباشرة بها فضلاً عن واقع النظام الدولي وما يسوده من اتجاهات وصراعات ونزاعات وتوازنات بين القوى الكبرى المهيمنة عليه.وقد اعتمدت الباحثة على دراسة الملامح الجغرافية والسياسية والتاريخية والقانونية لمنطقة البحر الأحمر للتعريف بها وإلقاء الضوء على أهميتها حيث لعب البحر الأحمر دوراً بارزاً في التجارة والاستراتيجية الدولية وبسبب هذه الأهمية سعت الدول الكبرى إلى احتلال مضائقه ومنافذه البحرية بدعوى تأمين مصالحها التجارية والأمنية. وقد سعت الدراسة إلى تحديد طبيعة الدور اليمني وتتبع مسار السياسة اليمنية تجاه القضايا التي تدور محاورها للبحر الأحمر والتي تكون فيم جملها سياسة اليمن للمنطقة. وفي الإطار السابق أبرزت الدراسة عدداً من النتائج بخصوص السلوك السياسي الخارجي اليمني تجاه الصراعات الموجودة في منطقة البحر الأحمر طوال ما يقارب من عقدين من الزمن، والدور الذي لعبته الجغرافيا كمحدد للسياسة.