كتاب نقدي في فلسفة الحداثة والفلسفة المعاصرة. يثير هذا الكتاب كثيراً من الإشكاليات حول قضيته المحورية (الإيديولوجيا والهوية الثقافية، الحداثة وحضور العالم الثالث) وحيث يوضح المؤلف كيف شكل العقل هوية عصر الحداثة وايديولوجيته، يبين أيضاً في تحليله النقدي كيف أفرز العقل بوصفه إيديولوجيا إشكاليات عديدة في علاقته بالعالم الثالث، كالعرقية والمركزية والأوروبية والاستعمار. ويرى المؤلف أن تحول العقل إلى إيديولوجيا هو الأساس لكل ما أثير على العقل من نقد لدى المذاهب اللاعقلانية والتاريخية وفلسفات ما بعد الحداثة ويوضح المؤلف كيف أفضى نقد عقل الحداثة بوصفه إيديولوجيا إلى أمرين: - الأمر الأول ظهور كثير من المدارس الفلسفية المعاصرة كالنقدية والبنيوية والألتوسيرية، وما بعد البنيوية وما بعد الحداثة، ويهتم الكتاب بتحديد المحاور الفكرية الاساسية لهذه المدارس، وأبرز أعلامها. وفي عرضه ونقده يعارض المؤلف مقولة (نهاية الإيديولوجيا) ويرى أن جميع الفلسفات الناقدة للإيديولوجيا قد أعادت إدخالها من الباب الخلفي. -الأمر الثاني الذي أفضى إليه نقد العقل وهو ظهور إشكالية (الهوية الثقافية)، وهل هي جوهر ثابت أم تاريخية متطورة في الزمان؟ كما يسأل الكتاب عن العلاقة بين الهوية الشخصية والقومية، وعن التكوكب وأثره في الهوية الثقافية.