إن التغييرات الحديثة بعد ثورات الربيع العربي هي الأشد إقلاقًا للدول الغربية لأنها ثورات حرة وتغييرات انطلقت بعيدًا عن الوصاية الغربية، لذا فمن المتوقع صحوة عربية إسلامية مع تأكيد تدخلات غربية لتغيير وجهة هذه الثورات، لكن ما يدعو إلى التفاؤل بنجاح هذه القوى الثورية في إحداث التغيير المنشود هو الوعي العالي لقادة هذه الثورات وتمتعهم بحرية أكبر في اتخاذ القرار بعيدًا عن الوصاية الغربية الأمر الذي يجعلهم مؤهلين لصياغة دول وأنظمة بمواصفات جديدة تحقق تطلعات الشعوب العربية والتي تشكل سندًا ودعمًا قويًا يضمن لها النجاح ويمثل ضامنًا من حدوث أي انحراف في سير هذه الثورات نحو التغيير المنشود.