موضوع هذا البحث هو علاقة مستر همفر بمحمد بن عبد الوهاب، وما الأهداف التي بيت لها بليل، وما الخطة التي وضعت لتنفيذ هذه الأهداف، وهل هناك علاقة بين هذه الأهداف وما فعله محمد بن عبد الوهاب، أم أن تلك الأهداف والخطط في جانب وسيرة وتاريخ وفعل ومذهب ابن عبد الوهاب في جانب آخر، وإذا التقت أهداف "همفر" و"محمد بن عبد الوهاب" فهل هي من قبيل الصدفة أم باتفاق ؟.

وقد خلص البحث إلى الاتفاق التام بين ما دار بين "همفر" و"محمد بن عبد الوهاب" على تنفيذ ما جاء في الخطة البريطانية التي قدر تنفيذها على يد "محمد بن عبد الوهاب".

ومن هنا يمكن القول: إن الشيخ قد نفذ الخطة، وأزعم أنه نفذها بإخلاص وكفاءة، ولكن بنفس منطق الخوارج، فقد أتي الشيخ من جهة عقله، وحرفيته في فهم النصوص، وطموحه المفرط في حب الزعامة والرياسة، واستخفافه الشديد بعلماء المسلمين، وخاصة من أئمة المذاهب الأربعة الفقهية المتبعة، وتحقيره وتجهيله بل وتكفيره لمشايخ زمانه، واتهامهم بعدم التمييز بين دين الإسلام ودين عمرو بن لحي الذي أدخل الأصنام في قريش، وتقريظه الشديد لنفسه، وتزكيته المطلقة لمهمته، فقد اعتبر نفسه مبعوث العناية الإلهية، الذي علم الناس التوحيد بعد أن اندرس من قرون، كما طلب من أتباعه أن يحبوه أكثر من أموالهم وأولادهم، وألا يراجعوه في فتواه، وكانت الطامة الكبرى في تكفير المسلمين في كل أنحاء العالم ممن أبى الدخول في دعوته، أو شك في تكفير المسلمين من غير الوهابية، أو كفرهم ولم يقاتلهم مع الشيخ، وهذا بالضبط مضمون الخطة البريطانية التي رسم للشيخ السير وفقها وتنفيذ أجندتها، وقد كان ونفذ الشيخ الخطة، وهذا هو المهم.

فلا يعنيني وجود "همفر" من عدمه، ولا يعنيني صحة صحبته لابن عبد الوهاب من عدمها، وإنما الذي يعنيني هو وجود مخطط خبيث في هذه المذكرات، يذكره "همفر" نفذه الشيخ "ابن عبد الوهاب" ومن هنا كانت مناقشتي لا بن عبد الوهاب والوهابية، تنطلق من الأفكار التكفيرية والوقائع القتالية...الخ مما جاء في الخطة البريطانية قد وقع فعلا في فكر ابن عبد الوهاب وتمسك به وأقره الوهابية إلى يومنا هذا، فعلى من يناقشني في هذه المذكرات، أن يناقشني في مضمونها الذي أثبت وجوده وتنفيذه على يد محمد بن عبد الوهاب، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.