مقدمة الكتاب:
الثورات ليست تلقائية تحدث وحدها دون إرادة وغاية، ولا هي عشوائية تندلع من نفسها دون تدبير وتخطيط، ولا هي ابنة ظروفها وملابساتها ولا وليدة لحظة انفجارها.
الثورات صناعة ومهنة وحرفة لها أرباب وأساتذة وخبراء، ولها اسرار وفنون ومهارات يتوارثها هؤلاء الأرباب والأساتذة والخبراء.
من أسرار صناعة الثورات أن تتوهم الكتل الكاسحة أنها اندلعت وحدها دون تدبير أو تخطيط أو إعداد، وأن يتوهم كل من سار فيها وهتف بين حشودها أن أهدافها أهدافه.
من أسرار صناعة الثورات ومن مهارة أربابها وخبرائها ألا يظهروا فيها، فلا يلقون بيانًا ولا ينزلون ميدانًا، بل يظلون خلف الأحداث وخارج التاريخ وفوق رؤوس من يرصدون ويؤرخون.
ثورات العلم كلها ليست سوى قدرة واحدة تتصل حلقاتها لتنتقل من مكان إلى آخر ويسلمها كل ومانت إلى الذي يليه في إتجاه معدد إلى غاية معلومة.
اليهود والماسون هو القوة الحقيقية التي كانت خلف الأحداث ودفعتها في اتجاه الثورات من أجل وضع مقاليد الغرب، ثم العالم كله من بعده، في قبضة اليهود والماسون وتسييره نحو غايتهم. |