مقدمة الكتاب:
إن آية الإسلام الأولى هي البساطة أو السهولة البادية في عقائده وشعائره وسائر تعاليمه ،ولكن الإسلام لم يصب في ميادين الحياة من شيء ،مثلما أصيب من هذه الأثواب المزورة التي أظهر فيها ،وتلك التشويهات المذرية التي ألصقت به من بعض أبنائه.
لن أتوقف عن الدفاع عن وسطية الإسلام وحامي هذه الوسطية الأزهر الشريف متمثلا في فكره المعتدل وعلمائه الثقات،وسأظل أقاوم التطرف إلى آخر نفس في حياتي .
وقد كان محمد بن عبد الوهاب عالماً موسوعياً فاضلاً ألفت في فضائله مجلدات كفت وأغنت ،إلا أن الرجل له أخطاء خطيرة ورث بعضها من العالم الموسوعي ابن تيمية ،ومع خالص التقدير لكليهما ،فقد سلط هذا الكتاب بعض الضوء على النزعة التكفيرية عند ابن عبد الوهاب وجذورها عند شيخه ابن تيمية .
فمن نماذج التكفير عند ابن تيمية :تكفيره لأبوي النبي –صلى الله عليه وسلم-وتكفيره للأشاعرة وللإمام الغزالي وللإمام فخر الدين الرازي وأهل مصر ...
ومن نماذج التكفير عن ابن عبد الوهاب وأتباعه:تكفير المتكلمين والصوفية والفقهاء ولأهل زمانهم ،وتكفير الدولة التركية وبلاد نجد وأهل مصر واليمن والعراق وعمان والبحرين وبلاد الشام .
كل هذا بإيجاز شديد بحثا عن الحق وأهله ،وانتصافا للحقيقة وأتباعها ، والله الموفق . |