كانت الثورة العرابية ضرورة اجتماعية وأمراً طبيعياً فرضتهما الظروف التي مر بها المجتمع المصري من تسلط الأوتقراطية والانحراف والظلم واستغلال الأقلية المحدودة للأكثرية الساحقة، وتدخل الأجانب الذي طمس معاني القومية، وقضى على القيم، واحتكر الاقتصاد، وتغلغل في السياسة ، فكان لابد من دفع هذا الجور الذي لا حدود لسلطانه. ومن هنا فرضا الثورة على مصر لتكون حركة شاملة تسعى إلى تغيير جوهري في كيان المجتمع وتركيبه وإيديولوجيته، إذن فالثورة عميقة وشاملة وعامة، لا تحفل بالأشياء السطحية، وإنما ركزت جهودها على أساسيات المجتمع ودعائمه. وقد اشتركت قوى مصر الاجتماعية في الثورة ، ومن خلال ذلك كان الحكم على العمل الثوري الذي سعى لحياة تسودها العدالة التي لا تتحقق إلا بتحول جذري يتضمن الشكل السياسي والبناء الاقتصادي والوضع الاجتماعي.