اتسم الخطاب الغربي خلال السنوات الماضية بإلقاء اتهامات وإلصاقها بكل ما هو يتصل بالإسلام وربما كان للغرب مبرراته فكثيراً ما أعلنت جماعات تقرن اسمها بالإسلام مسئوليتها عن العديد من الهجمات والعمليات التي أودت بحياة العديد من المدنيين رغم أنها أوجعت قلب الحكومات الغربية. وفي مقابل ذلك العنف نجد أن تلك الحكومات أحرقت وأغرقت بلاد المسلمين بالويلات والمصائب والحروب والدمار في ما يسمى بالحرب على الإرهاب والذي ألصقته بالإسلام حتى أضحى رديفاً له في خطابات قادتها ومسئوليتها.

عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، وأصبحت كلمة «إرهاب» Terrorism .. أكثر الكلمات إثارة للجدل واستخدمت في مختلف وسائل الإعلام العالمية.. بل وأصبح هذا المصطلح بالرغم مما غلف به قبل رافعيه، بات مفهومه أكثر غموضاً، ومقياساً فارقاً في العلاقات، وأساساً فاعلاً تبنى عليه السياسات المربية وتتخذ به القرارات العادلة وغير العادلة، حتى قسم به البعض العالم إلى محورين للخير والشر وكان لزاماً وفي هذه الظروف أن تنبري أقلام الباحثين والمطلعين لتوضيح اللبس الحاصل بين مفهوم الإسلام كواحد من أعظم وأروع الديانات السماوية هذا الدين الذين يبعد بكل مفاهيمه وقيمه عن مفهوم القتل والإرهاب والخوف دين السلام والخير والمحبة.

إن هذا الكتاب إنما هى محاولة متواضعة مني أقدمها لك أيها القارئ العزيز ولك الحكم في أن تغلق دفتيها عند أول صفحة أو أن تكملها إلى النهاية التي ربما لا تعجبك ولا ترضيك لكن هى محاولة لفهم بعض مما يدور في عقول من هم المادة الأساس في وسائل الإعلام والذين من خلالهم يشوه الإسلام وما أناهنا بمدافع عن هذا الدين العظيم فهو دين محفوظ لا يحتاج إلى منابر أو عمائم أو قنابل بل يحتاج إلى قلوب وعقول أمينة ونظيفة.