المكتبة/سياسة/تاريخ نجد ودعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (السلفية)
تاريخ نجد ودعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (السلفية)
سنت جون فيلبى تعريب عمر الديسراوى
سياسة
مكتبة مدبولي
L.E. 40 : $ 6.78
   
مقدمة الكتاب:

لم يكن قد مضى على وفاة تيمور لنك إلا أقل من نصف قرن، وكان لا يزال مقدراً للعرب أن يبقوا في أسبانيا نصف قرن آخر، وقبل أن يكتشف كولومبس أمريكا بنصف قرن أيضاً حين توجه سنة 1446 مواطناً من عامة أهل القطيف، ومن ضاحية هناك تسمى الدرعية ليزور ابن عمه، ابن الدروع الذي كان قد استقر منذ زمن بعيد في منفوحة. وهى قرية بقرب الرياض في أواسط الجزيرة العربية. وكان ابن عمه هذا زعيم عشيرة الدروع الذين كانوا يقطنون في القرى المهجورة من جزع وهدر اليمامة في الوقت الحاضر. وكان رجلاً موسراً ذا ممتلكات واسعة تحتاج غلأى عناية وتطوير. فأقطع ضيفه قطعتين من الأرض تبعدان اثنى عشر ميلاً في أعالي الوادي عن أرلضيه، إحداهما تدعى الغصيبة والثانية الملبيد. وعلى هذه الصورة البسيطة بدأت هجرة الدروع إلى ذلك الوادي واستقرارهم فيه.

ثم تقادم العهد حتى صارت تعرف باسم الدرعية تخليداً لذكرى القرية الأم التي نشأ فيها أجداد سكانها، قرب الخليج الفارسي العربي.

ولا يمكن الجزم، بشخصية من أغدقت عليه هذه الأملاك، أهو مانع المريدي نفسه، وهو الذي ابتدر بالاتصال مع ذلك الغريب على التحقيق، أم أنه أبوه ربيعة.

وعلى كل حال فقد كان ربيعة هو الذي وضع أساسات تنمية رقعة ذلك المهجر وتوسيعه العدواني على حساب جيرانه، إلا أن الفضل يعود إلى مانع وابنه ربيعة في كونهما أسبق الأسلاف المعروفين للبيت السعودي. وهو البيت الذي سيطر على مسرح السياسة في الجزيرة العربية طوال المائتى سنة الأخيرة.