مقدمة الكتاب:
إن العلاقة العضوية بين فقه الفقيه (الشوكاني) , وفقه السلطة (القاسمية) تكاد تكون غامضة ومجهولة بالنسبة لنا , التي لا نعرف عنها سوى نتف مبعثرة بين سطور كتب السير والتراجم , التي تميل إلى إضفاء مجد ثقافي للماضي بكل تعبيراته السياسية والإجتماعية والثقافية, وبما يحمله من انقسامات فئوية وصراعات مذهبية حادة. إزاء ذلك لم يبق أمامنا سوى خيارين : إما أن ندرس كل شيء يتعلق بالشوكاني كفقيه ومحدث ومفسر ومؤرخ وشاعر مصعق , فنضيف حاشية أو شرحاً مثقلاً بالهوامش والتعليقات , أو نبدأ من حيث انتهت مقالاتها بإثارة سؤال مركب , ربما يكون في نظر الكثير من هؤلاء الباحثين خروجاً عن المألوف : هل كان الشوكاني بالفعل عالماً مجتهداً , أم مقلداً كما يطرح خصومه من الهادوية ؟ وهل كان مصيباً في قبوله منصب القضاء الأكبر والوزارة في وسط عهد الدولة القاسمية؟ |