جاء اهتمام باختيار موضوع (طبقة الأفندية فى مصر فى النصف الأول من القرن العشرين) لأنه موضوع غاية فى الأهمية إذ أنه يعرض لتفاصيل الحياة الاجتماعية والفكرية لطبقة من أهم طبقات المجتمع المصرى - فى الفترة موضوع الدراسة - إذ كانت الطبقة الأكثر تأثراً وتأثيراُ بالأحداث السياسية والأزمات الاقتصادية بمصر. فهى الطبقة المتعلمة المثقفة الأكثر دراية ومشاركة فى الأحداث العامة بمصر وهى التى تسلمت الراية الزعامة السياسية والمشاركة فى الحياة العامة من المشايخ (المعممين) الذين شكلوا تلك المكانة طوال القرن التاسع عشر ثم انتزعها منهم الأفندية مع مطلع القرن العشرين فكانت لهم مشاركتهم السياسية ومواقفهم المعروفة تجاة القضية الوطنية وغيرها من القضايا السياسية والاجتماعية وغيرها. ولعل من أمتع ما تفردت به هذه الدراسة هو تصوير حياة (الأفندى) بدءأ من طريقة وأسلوب تعيينه وأساليب الترقية والتأديب وكيف أن هذه الطبقة كانت تتمتع بمزايا لم يحظ بها أصحاب المهن الحرة مثل المحاميين والصحفيين.