في هذا الكتاب أخذت المؤلفة عينة من الحروب الأمريكية ووضعتها تحت الميكروسكوب التاريخي فماذا راينا؟
رأينا الجيوش الأمريكية تقصف الفيتناميين في القرى والمدن الفيتنامية وتغير عليهم فتدمر مدارس الصغار ومستشفيات المرضى كما رأينا الجنود الأمريكيين الأبطال وهم يبيدون الأسر بكاملها نساءها وأطفالها وشيوخها في قرية "ماي لاي" ليقضوا على سكانها الخمسمائة في ساعات معدودة والبنتاجون الأمريكي يخفى الخبر ويتكتم عليه.
راينا القيادة الأمريكية تصدر أوامرها بمعاقبة الغابات الفيتنامية ، وصب آلاف الجالونات من المبيدات القاتلة للقضاء على أشجار الغابات فتمحوها وتقضى على خضرتها لسنوات طوال.
رأينا جيوشهم "الظافرة" وهى تفر مذعورة كالفئران من أمام المقاتل الفيتنامي العنيد الذي رفض أن يحتل أرضه الغرباء ، بل رأينا المفاوض الأمريكي وهو يستجدى الموعد من القيادة الفيتنامية العنيدة حتى إذا جلسا معاً على مائدة المفاوضات وجد نفسه عاجزاً أمام الشموخ الفيتنامي.
رأينا الرأي العام الأمريكي وهو يتظاهر رافضاً حرب فيتنام ليس حباً في الفيتناميين ولكن لوقف نزيف الدم الأمريكي والذي وضح في أن العائدين لم يخرجوا عن كونهم إما جثة هامدة أو مشوه أو جريح فضلاً عن الأمراض النفسية والعصبية بل وصل الأمر إلى رفع رايات العصيان بعدم ارتداء الزي العسكري. والذهاب إلى فيتنام.
ولا يبقى إلا أن نقرر أن وضع الشعب الفلسطيني بأهله وكوادره محاطاً بالدول العربية الغنية المستوردة لأكبر وأحدث أسلحة في العالم نقول أنه ومثله الشعب العراقي أحق بالمساندة بالمال والسلاح فرغم كل ما يجري فهم في ظروف أفضل مما كان فيه الأبطال الفيتناميون.