المثف المستنير غير الثقف التنويري. فكم من مستنير اكتفى بأن يضيء عقله هو وخشي أن يحمل ولو قليلاً من ضوء لوطنه وشعبه... والتنويري هو ذاك الذي يقول... أو يحاول... يفعل أو يحاول يتحدى طاغوت الظلم، وطاغوت الظلامية أو يحاول... يفعل، يقول، يفعل، يقول حتى لو تندر البعض، مبرراً خذلانه، أو أبدى إشفاقاً في أنه ينفخ في وعاء مثقوب... بل مليء بالثقوب... ويبقى رغم الإحساس بالحصار ورغم الظلم... وظلامية الظلام... يبقى يكتب يقول ويفعل، ليس لأنه متهور أو مندفع وإنما لأنه يراهن على المستقبل... وكلمات رفعت السعيد وسطور كتابه هذا هي تأملات في مسيرة تنوير ينطلق من ثقب إبرة يتبدى وكأنه قدر محتوم وحتمي... ولم تكن أبداً مجرد التأريخ، وإنما التأكيد على أهمية تحدي قزمية المتاح، وقزمية النتائج للسعي نحو مستقبل أفضل.